">
يعاني البعض حول العالم من عقيدات صغيرة مؤلمة تحت الجلد، في مناطق احتكاك الجلد ببعضه كالإبط، وتقيح هذه الكتل الصغيرة ومن ثم تكون خراجا، وربما تترك ورائها تشوهات أو ندبات، وهذه الحالة هي ما يسمى التهاب الغدد العرقية القيحي (hidradenitis suppurativa).
اذا كانت لديك رغبة في معرفة المزيد عن مرض التهاب الغدد العرقية القيحي، تابع معنا في هذا المقال لنتعرف على الأعراض وأسباب المرض وطرق العلاج منه، كما سنقدم بعض النصائح للمرضى حول كيفية التعامل مع هذه الحالة.
ما هو التهاب الغدد العرقية القيحي؟
التهاب الغدد العرقية القيحي أو ما يعرف بالبثور المخالفة للمعتاد، هو مرض مزمن طويل الأمد يستهدف الغدد العرقية المتواجدة تحت الجلد، وتظهر في صورة كتل صغيرة مؤلمة تحت الجلد، ويتسبب الالتهاب في تكون خراج يتراوح حجمها تقريبا كحجم حبة البازلاء، يخرج منه الصديد ما قد ينتج عنه رائحة كريهة، وقد يؤول إلى تشوهات وندبات على الجلد ذات مظهر غير جيد.
أعراض التهاب الغدد العرقية
يتميز التهاب الغدد العرقية القيحي بعدة أعراض مزعجة، وتختلف في شدتها من فرد لآخر، ففي بعض الحالات يشعر المريض بأعراض بسيطة فقط، حيث تختلف تبعا لعدة عوامل سنذكرها لاحقا، ولكن بصورة عامة فإنها تمشل:
-
- الكتل المؤلمة تحت الجلد: كما ذكرنا سابقا يظهر هذا الالتهاب على شكل عقيدات صغيرة حجمها كحبة البازلاء، وقد تكبر تدريجيا في حالة إهمالها، وتبدأ بكتلة واحدة وقد يتشكل المزيد منها لاحقا، وعادة ما تكون هذه العقد شديدة الحساسية للمس وينتج عنها الما شديدا ومستمرا لفترات طويلة.
- التقيح وتكون الخراجات: بمرور الوقت تتقيح هذه الكتل وتفرز الصديد، ذو الرائحة النفاذة الكريهة، وقد ينفجر الخراج ويتسبب في مزيد من الألم والالتهابات، ما يسمى بالقرح النازة.
- تكون الأنفاق الجلدية: في بعض الحالات قد تتصل هذه الخراجات مع بعضها مشكلة أنفاقا تحت الجلد، ذلك الأمر الذي يعقد حالة المريض.
- ظهور الندبات وتشوهات على سطح الجلد: ينتج عن التهاب الغدد العرقية القيحي ندبات على سطح الجلد على شكل رؤوس سوداء مثقبة من الجلد، وفي أغلب الأمر تتشكل في ثنائيات.
وتظهر هذه الأعراض بصورة جلية في مناطق التعرق والمناطق التي يحتك فيها الجلد ببعضه، ومنها:
- الإبط
- الفخذ
- منطقة الشرج
- تحت الثديين
وبالإضافة إلى الأعراض الجسدية قد ينشأ عن هذا المرض اضطرابات نفسية منها القلق و الاكتئاب وقلة الثقة في النفس.
شكل التهاب الغدد العرقية تحت الإبط
إقرا أيضا: الثآليل الجنسية: أعراض المرض وأسبابه و 6 طرق فعالة للعلاج
اسباب التهاب الغدد العرقية القيحي
في الواقع لم يتم التوصل لسبب محدد حول هذا النوع من التهابات، إلا أن هناك بعض النظريات التي تدور حول توضيح أسباب المرض، ومنها:
- العوامل الوراثية: لهذا الأمر شأن كبير في الاصابة بالتهاب الغدد العرقية، فالعائلات ذوي تاريخ مرضي في هذا المرض يعد أفرادها أكثر عرضة للاصابة به، نتيجة لتوارث بعض الجينات المسؤولة عنه، كما الأن الأشخاص ذوي البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة من غيرهم.
- التغيرات الهرمونية خاصة خلال مراحل البلوغ والحمل: تؤثر الهرمونات على عملية التعرق وإفراز العرق في الجسم، لذا فإن حدوث خلل في الهرمونات يؤثر على عمل الغدد العرقية ويزيد من فرص انسدادها مما يجعلها اكثر عرضة للالتهاب.
- التدخين: تحتوي السجائر على العديد من المواد الكيميائية كالنيكوتين والقطران التي تساهم في الإصابة التهاب الغدد العرقية القيحي، من خلال أثرها السلبي على جهاز المناعة وكذلك انسداد الغدد العرقية، كما يقلل اول اكسيد الكربون المتواجد في السجائر من وصول الدم للجلد وبالتالي زيادة فرص الإصابة بالعدوى.
-
- السمنة وزيادة الوزن: زيادة الدهون في الجسم يزيد من معدل التعرق وكذلك يزيد احتكاك الجلد ببعضه البعض، بالاضافة لذلك فان الدهون الزائدة تؤثر على عمل الدرقية وتجعلها أكثر عرضة للانسداد.
- بعض أمراض الجسم : كمرض السكري ومرض كرون، فهي أمراض تؤثر على الجسم المناعي وآلية عمله في جسم الإنسان، كما يؤدي مرض كرون لنقص بعض الفيتامينات منها فيتامين A وE التي تلعب دورا في الحفاظ على صحة الجلد.
- بعض الأدوية: قد ينتج hidradenitis suppurativa كعرض جانبي لبعض الأدوية كالليثيوم وأدوية منع الحمل.
وبعد التعرف على ماهية المرض وأعراضه وبعض من العوامل التي تسببه، ماذا عن طرق العلاج ؟
علاج التهاب الغدد العرقية القيحي: لتحسين نوعية الحياة
تتوافر عدة طرق لعلاج هذا النوع من الالتهاب والتحكم في الأعراض، ويعتمد تحديد العلاج على عدة منها شدة الحالة وعمر المريض ووجود أمراض أخرى، ومن ذلك ما يلي:
-
- المضادات الحيوية: يتمثل دور المضادات الحيوية في علاج العدوى المسببة للالتهاب والخراجات، وقد ينتظم عليها المريض لفترات تمتد من عدة أسابيع لعدة شهور.
- مضادات الالتهاب: وتستخدم الأدوية المضادة للالتهاب بغرض التخلص من الالتهاب والألم الناتج عنه.
- تنظيم مستوى الهرمونات في الجسم.
- التدخل الجراحي: ويلجأ الطبيب للجراحة في الحالات الشديدة، لإزالة الكتل المؤلمة والخراجات والأنفاق الجلدية.
- العلاج بالليزر كليزر ثاني أكسيد الكربون: لا يعد الليزر علاجا نهائيا لهذه الحالة، ولكن يستخدم لعدة فوائد، منها تحسين مظهر الجلد والتخلص من الندبات والتشوهات، وكذلك تقليل وصول الدم للعقيدات ما يساعد على تقليل حجمها.
اقرأ أيضا: فوائد دواء الروكتان المعجزة (Roaccutane) و بعض من الشائعات الخاطئة عنه
ومع ذلك لا يوجد علاج نهائي لالتهاب الغدد العرقية القيحي ولكن لتجنب الإصابة به وتجنب تفاقم الأعراض، اليك بعض من الخطوات الهامة لتحقيق ذلك:
-
- الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة الجلد مع تجنب وضع المواد المهيجة كالعطور على المناطق المصابة والتي تصاب باستمرار، واستخدام مضادات عرق خالية من المواد المهيجة والكحول.
- اتباع نظام غذائي صحي: فكما سبق ذكر دور الوزن الزائد في الاصابة بهذا المرض، لذا عليك اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، لتقليل معدل التعرق و معدل احتكاك الجلد ببعضه، وكذلك ارتداء الملابس الفضفاضة يساعد على تقليل معدل التعرق.
- التوقف عن التدخين: ذلك يقلل من تفاقم الأعراض ويسرع من عملية الشفاء.
تلك كانت بعض الخطوات المهمة لتحسين الحالة وتسريع عملية الشفاء من تلك العقيدات المؤلمة.