">
الأكزيما
تُعتَبَر الأكزيما من أَشيع الأمراض الجلديّة، وتُعرَف بأنَّها حالة التِهابية لا خَمَجية تُسبِّب حَكِّة شديدة، تُحدِثُها عوامِل خارجية كَالتَّعرض لِعَوامِل مُعيَّنة كَمواد التَّنظيف أو داخلية أو كِلاهُما معاً.
َميل الأشخاص المُصابون بالأكزيما إلى الإصابة بِجَفاف الجِّلد بِسَبب خَلل في الحاجِز الجلدي. كما أنَّ الأشخاص المُصابين بِالأكزيما هم أَكثَر عَرضة لِلإصابة بِالعَدوى، حَيثُ يُمكِن لِلمواد الضارَّة أن تَختَرِق الجِلد بِسُهولَةٍ أكبَر، فَتَتَهيَّج بَشَرتُهم بِسُهولة بِسَبب العُطور والمَواد المُحسِّسة.
أنواع الأكزيما:
أكزيما التَّماس والأكزيما التأتبية “البنيوية” والأكزيما المثية وأكزيما عسر التعرق، وغيرِها العديد من الأنواع. وكما يُمكن تَقسيم الأكزيما بِحَسب تظاهُراتِها السريريَة إلى حادة ومزمنة.
أكزيما التّماس:
هي التِهاب الجلد عِندَ تَماسِه مع مادةٍ ما، ولها نوعان:
الأكزيما التخريشية:
وتشكِّل 70 % من حالات أكزيما التماس، وتُعدُّ من أَكثر الأمراض المِهنيّة الجلدية شُيوعاً، وأَكثر ما تُشاهد على اليَدَين والأَذرُع؛ لِذلك تُسمَّى أكزيما اليَد العامِلة أو أكزيما ربّات البيوت.
وتُصيب أي شَخص يَتَعرّض لِهذه المَواد المُخرّشة، أي أنَّها غير انتقائيّة ،إذ تَظهر عِندَ التَّعرُّض الأوَّل لِلمادة المُخرّشة وفي كلِّ تعرّض.
وتتظاهر الأكزيما التخريشية بِحِسِّ حَرق وألم لدى المريض.
الأكزيما التحسسية
وتشكل 30 % من حالات أكزيما التماس، وهي تَحدُث كَرَدِّ فِعل مناعيّ، وتحدث فَقط عند الأشخاص الذين لَديهم استِعداد لِذلك، فَهي انتقائيّة لِلمريض.
تَبدأ تَظاهُراتُها السريريّة بِالحُدوث عِند التَّعرُّض الثاني لِلمادَّة المُؤَرِّجة.
ويَكون العَرَض الأساسي الذي يَشكو مِنه المَريض هو الحكَّة الشديدة.
الأكزيما التأتبيّة “البنيوية”
هي التِهاب مُزمِن ناكِس، شائِعة جداً في أي عمر، يَبدأ فجأةً بِالطفولة أو بِمرحلة البلوغ، يأتي بِشكلِ هَجماتٍ تَزداد شِتاءً، ويَكون لدى هؤلاء المَرضى استعدادٌ وِراثيّ عائليّ لِلإصابة بالرَّبو أو التِهاب الأنف الّتَّحسُّسي.
الأكزيما التأتبية عِند الرُّضع تُصيب الوَجه غالِباً وبِشَكلٍ أساسيّ الخدّين، ويَمتاز بِأنَّه يَعُفُّ عن مُنتَصَف الوَجه، كما تُصاب السُّطوح الباسِطة لِلأطراف والجذع والظَّهر.
يَتظاهر بِشكلِ هَجَماتٍ ويَترافَق مع جَفاف الجلد وحكَّة شديدة، ويَبدأ عادةً بِعُمر 3 أشهر.
إما أن يَتَراجع بِعُمر السنة أو يَتَطوّر لِأكزيما بُنيويّة عند الأطفال، قد تتراجع وتغيب الأكزيما التأتبية بنسبة كبيرة بعمر البلوغ؛ بِسَبب نضج الغدد الزهميّة تَحت تأثير الهُرمونات الجنسيَة وقيامِها بالإفراز الدهنيّ المُناسِب وترطيبها للجلد، أو قد تَتَّجِه الإصابة بَعد البُلوغ نَحو التَّعنيد.
الأكزيما المثية
هي التهاب جلد دهنيِّ مُزمِن يُصيب فَروَة الرأس والوَجه والثَّنيات ومُنتَصف الظهر ومُنتَصف الصدر، ولكن ليسَ شرطاً أن يُصيبَ كلَّ هذه المَناطِق مَعاً.
له ذُروَتان؛ حَيث يُصيب الأطفال حديثي الولادة ويُعرَف بِقُبَّعة المَهد، كما قَد يُصيب البالِغين، يُمكن مُعالَجة قُبعة المَهد بِدَهنِها بَزَيت الزيتون ثمَّ تُفرَك أثناء الاستحمام، ويُفضّل زيادة عَدَد مرَّات الاستِحمام وفَركِ الرَّأس جيّداً لِلتَّخلُّص من هذه المفرزات.
أكزيما عَسر التعرُّق:
وهي شَكل من أشكال الأكزيما تُصيب اليَدَين والقَدَمين وأكثَر ما تُصيب جانِبَي الأصابِع وقَد تَمتَد إلى راحَتَي اليَد، سُمّيت بِذلِك لِأنَّها تُصيب جَوانِب الأصابِع وقَد تُصيب القَدَمَين، ولَكِن لا عَلاقة لَها بِالغِدد العَرَقيِّة وتَكون حاكة بِشدة. يُمكن أن تَحدُث الإصابة في أي عُمر، وهي أكثر شُيوعاً عند الذكور.
التشخيص:
لا تُوجَد اختِبارات تَشخيصيَّة مُحدَّدة لِلأكزيما، ويَعتَمِد تَشخيصها على معايير مُحدَّدة تَأخُذ في الاعتبار تاريخ المَريض وتَظاهُراتِه السريريّة، وتَتَنوَّع التَّظاهُرات السريريَّة لِلأكزيما حَسب نَوعِها.
ويمكن إجراء بعض الاختبارات التحسسية، وهي اختبارات آمنة بشكل عام تستخدم لمعرفة المسبب للحساسية، ومنها:
اختبار (RAST): هو فحص دم يستخدم لتحديد المواد التي تسبب الحساسية عند الشخص، بحيث يتم تحديد كمية الغلُوبولينٌ المَناعِيّ IgE، فإذا الشخص أبدى مستوى عال منه ضد مادة ما، فإن الاختبار بذلك يشير إلى أن الشخص لديه حساسية عليها.
اختبار الرقعة Patch test
اختبار الوخز :prick testويتم إجراء هذا الاختبار من خلال تعقيم منطقة الاختبار ورسم علامة صغيرة عليها، ووخز نقطة من المادة المسببة للحساسية ضمن العلامة، وبعد مرور ربع ساعة تقريباً من إجراء وخز الجلد، يتم التحقق من وجود علامات على التفاعلات التحسسية من عدمها. فإذا كانت هناك حساسية تجاه إحدى المواد التي تم اختبارها، فسيظهر نتوء مرتفع، أحمر اللون، حاك.
العلاج:
إن طَبيعة المَرض مُزمِنة ناكِسة، وأهمُّ عامِل بالنَكس هو الجفاف، وهَدف المُعالجة هو السيطرة على المَرض وليسَ الشِّفاء منه، ويكون العلاج باتباع أساليب مناسبةٍ للوقاية من العوامل المخرِّشة:
كاستخدام قفّازات قطنية تحت القفازات المطاطية عند التعرُّض للعامل المخرِّش.
تطبيق المطريّات.
استِعمال الستيروئيدات المَوضعيِّة كَخَط أوَّل لِفَترة قَصيرة،
استعمال العَوامِل المُثَبِّطة لِلمَناعة في الاعتِبار في الحالات الشَّديدة التي لا يُمكِن السَّيطرة عليها.
مُضادات الهيستامين: لا يُوصى باستخدامها بِشَكلٍ روتينيّ لِتَدبير الأكزيما بِسَبب آثارِها الجانبيَّة، إلا أنَّ استِخدامَها قَصير المَدى قد يَكون مُفيداً لِأولئك الأفراد الذين يُعانون من نَوبات شَديدة مِن الحَكَّة.
العِلاج البَيولوجي: في عام 2017، وافَقَت إدارة الغِذاء والدَّواء الأمريكيَّة على عَقار دوبيلوماب لِعِلاج المَرضى البَالِغين الذين يُعانون من الأكزيما التَّأتُّبية، في حين أن العَوامِل المُعدِّلة لِلمَناعة الأُخرى، مِثل نيموليزوماب، وليبريكيزوماب، وتراروكينيوماب، وأوستكينوماب، وأبريميلاست تُظهِر نَتائِج واعِدة، ولَكِن هُناك حاجَة إلى المَزيد مِن البَيانات لِتأكيد فائِدَتِها وسلامَتِها في الأكزيما التأتبية.
المصادر
_____________________
[1] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK538209/ [1] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK538209 [1] https://aacijournal.biomedcentral.com/articles/10.1186/s13223-018-0281-6 [1] Rook’s Textbook of Dermatology [1] Rook’s Textbook of Dermatology [1] Rook’s Textbook of Dermatology مرجع الجلدية في كلية الطب البشري جامعة دمشق [1] Rook’s Textbook of Dermatology [1] Lee JH, Son SW, Cho SH. A Comprehensive Review of the Treatment of Atopic Eczema. Allergy Asthma Immunol Res. 2016 May;8(3):181-90. doi: 10.4168/aair.2016.8.3.181. PMID: 26922927; PMCID: PMC4773205. [1] https://aacijournal.biomedcentral.com/articles/10.1186/s13223-018-0281-6 [1] Deleanu D, Nedelea I. Biological therapies for atopic dermatitis: An update. Exp Ther Med. 2019 Feb;17(2):1061-1067. doi: 10.3892/etm.2018.6989. Epub 2018 Nov 19. PMID: 30679974; PMCID: PMC6327672_______________________
مراجعة وتحرير استشاري الجلدية والتجميل: دكتورعلي العيد
